الرواية الثالثة: وهي أثر ثالث بهذا المعنى عن معمر قال: بلغني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أراد فراق سودة، فكلمته في ذلك فقالت: يا رسول الله، ما بي حرص الأزواج، ولكن أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجًا لك. (?)
الوجه الثاني: وعلى فرض صحة هذه الزيادة، فلماذا همَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بطلاقها؟
والإجابة: كانت أسنت، وتوقع أن لا يوفيها حقها، فرغبت أن يمسكها، ويجعل يومها لعائشة بنت أبي بكر، فأمسكها. (?)
الوجه الثالث: أن في هذا منقبة عظيمة تدل على سعة فهمها حيث أراحت قلب زوجها، وحافظت عليه زوجًا كي تبعث يوم القيامة في أزواجه -صلى الله عليه وسلم-.
الوجه الرابع: وعلى فرض صدور مثل هذا الهم من النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا عيب؛ لأن الطلاق في شريعة الإسلام حلال، وقد أكرم الإسلامُ المرأةَ حتى في طلاقها بما لا تذم به المرأة ولا تعاب بعد طلاقها، فكيف وهي لم تطلق بحمد الله تعالى؟
ثانيًا: وفاتها والاختلاف في التاريخ:
توفيت في آخر خلافة عمر بالمدينة. (?) قال النووي: وهذا قول الأكثرين. (?) وروى عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال: أن سودة -رضي الله عنها- تُوفيت في زمن عمر. (?)
وقال الواقدي: وماتت بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين، قال: وهذا الثبت عندنا. (?)