2 - شبهة: استغلال عائشة وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- في إشعال الصراع على الخلافة.

نص الشبهة:

زعموا أن السيدة عائشة -رضي الله عنها- استغلت وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- واستغلت مكان الوفاة في إشعال الصراع على الخلافة حيث سئلت هل أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- لعلي -رضي الله عنه-؟ فقالت: ومتى لقد توفي وإني لمسندته إلى صدري، بينما أقسم ابن عباس أنه توفي على صدر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وبهذا يكون مكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد استغل من الجانبين في الصراع على الخلافة حتى عقد ابن سعد بابًا لمن قال بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- توفي على صدر عائشة وبابًا لمن قال بأنه توفي على صدر علي -رضي الله عنه-.

والرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: الأحاديث القائلة بأنه توفي على صدر علي -رضي الله عنه- كذب مختلق ولا يصح منها شيء.

وها هي: 1 - عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن كعب الأحبار قام زمن عمر، فقال ونحن جلوس عند عمر أمير المؤمنين ما كان آخر ما تكلم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال عمر سل عليا، قال أين هو، قال هو هنا فسأله فقال علي أسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي، فقال الصلاة الصلاة فقال كعب: كذلك آخر عهد الأنبياء، وبه أمروا، وعليه يبعثون، قال: فمن غسله يا أمير المؤمنين؟ قال سل عليا، قال فسأله فقال كنت أغسله، وكان العباس جالسًا، وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء. (?)

2 - عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "في مرضه ادعوا لي أخي"، قال فدعي له علي -رضي الله عنه-، فقال: "ادن مني" فدنوت منه، فاستند إليَّ فلم يزل مستندًا، وإنه ليكلمني حتى إن بعض ريق النبي -رضي الله عنه- ليصيبني ثم نزل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وثقل في حجري فصحت يا عباس أدركني فإني هالك، فجاء العباس فكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015