بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجَئِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُوني، فَدَثَّرُونِي، فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (?)} إلى {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (?)} قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ وَهِيَ الْأَوْثَانُ (?).

ونلاحظ أنه لا يوجد في سبب نزول هذه الآية ما يدل على ما يزعمونه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن نظيفًا.

الوجه الثالث: الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحمل الناس خَلْقًا.

عن أبي هريرة - صلى الله عليه وسلم - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبيض كأنما صيغ من فضة، رَجِلُ الشعر. (?)

وعن سعيد الجريري قال: سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وما بقي على وجه الأرض أحد رآه غيري، قلت: صفه لي، قال: كان أبيض مليحًا مقصدًا. (?)

والمقصد: ليس بطَويِل ولا قَصير ولا جَسيم.

وعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَزْهَرَ اللَّوْنِ كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ، وَلَا مَسِسْتُ دِيبَاجَةً وَلَا حَرِيرَةً أليَنَ مِنْ كَفِّ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، وَلَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رَسُول الله. (?)

قال النووي: قَوْله: أَزْهَر اللَّوْن هُوَ الْأَبْيَض الْمُسْتَنِير، وَهِيَ أَحْسَن الأَلوَان.

قَوْله: كَأَنَّ عَرَقه اللُّؤْلُؤ أَيْ: فِي الصَّفَاء وَالْبَيَاض. (?)

وعن أبي جحيفة - رضي الله عنه - قال: وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ - يد النبي - صلى الله عليه وسلم - - فَيَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ قَالَ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنْ الثَّلْجِ وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنْ المسْكِ (?). حتى إن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يتبركون بقربه منهم، فعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015