فقالا: يا رسول الله، جيفة ميتة، كيف ننهس منها؟ فقال: الذي أصبتما من أخيكما أنتن، والذي نفس محمد بيده، إنه لينغمس في أنهار الجنة" (?).

والجواب على ذلك:

الوجه الأول: أن هذه الزيادة منكرة تفرد بها أبو الزبير المكي، عن عبد الرحمن بن الصامت وهو مجهول لا يدري من هو، وأبو الزبير مدلس ولم يصرح بالتحديث.

الوجه الثاني: على فرض صحته فذاك جزاء من يقع في غيبة أخيه المسلم. قال تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].

الوجه التاسع: نصوص الكتاب المقدس الفاحشة والتي لا تتناسب أن تكون كلامًا للإله.

جاء في حزقيال (الإصحاح 23/ 1 - 22): وَكَانَ إِليَّ كَلامُ الرَّبِّ قَائِلًا: "يَا ابْنَ آدَمَ، كَانَ امْرَأَتانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ، وَزَنَتَا بِمِصْرَ. فِي صِبَاهُمَا زَنَتَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا، وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرائِبُ عُذْرَتِهَما. وَاسْمُهُما: أُهُولَةُ الْكَبِيرَةُ، وَأُهُولِيبَةُ أُخْتُهَا. وَكَانَتَا لِي، وَوَلَدَتَا بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَاسْمَاهُمَا: السَّامِرَةُ "أُهُولَةُ"، وَأُورُشَلِيمُ "أُهُولِيبَةُ". وَزَنَتْ أُهُولَةُ مِنْ تَحْتِي وَعَشِقَتْ مُحبِّيهَا، أَشُّورَ الأَبْطَالَ اللَّابِسِينَ الأَسْمَانْجُونِيَّ وُلاةً وَشِحَنًا، كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ، فُرْسَانٌ رَاكِبُونَ الْخَيْلَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015