ومن هنا تختلف الذنوب ومسئولياتها بالنسبة للفاعل، والحوادث. وعلى ضوء ذلك نفهم معاني الآيات التي ورد فيها إسناد الذنب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضافًا إلى ضمير خطابه - صلى الله عليه وسلم - (?).

وخلاصة القول، أن يقال: إما أن يكون صدر من رسول - صلى الله عليه وسلم - ذنب أم لا! ، فقوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (?)} وقوله سبحانه: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} يدل على حصول العفو (?) وبعد حصول العفو يستحيل أن يتوجه الإنكار عليه!

فثبت أنه على جميع التقادير يمتنع أن يقال: إن قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} وقوله سبحانه: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}، يدل على كون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مذنبًا، أو غير معصوم!

المعنى الثامن: الوزر: الخطأ والسهو

قال الحسين بن فضل: يعني الخطأ والسهو (?).

وليس المراد بالذنوب المعاصي والآثام، فإن الرسل معصومون من مقارفة الجرائم، ولكن ما فعله - صلى الله عليه وسلم - عن اجتهاد وعوتب عليه، كإِذنه - صلى الله عليه وسلم - للمنافقين في التخلف عن الجهاد حين اعتذروا، وأخذه الفداء من أسرى بدر، وعبسه في وجه الأعمى ونحو ذلك (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015