الوجه الرابع: الأنبياء عندنا معصومون خلاف ما تعتقدونه.

إن الأنبياء عندنا معصومون من الكبائر والصغائر خلاف ما يعتقده المخالفون بأن الأنبياء يقع منهم ما يقع من عامة الناس من شرك، وزنا، وسب، وغير ذلك مما هو في كتبهم وعقائدهم معلوم. ولا شك أن موسى - عليه السلام - رسول مقرب، بل وكرمه الله رب العالمين بأن جعله كليمَه سبحانه وتعالى. وهو أيضًا عندنا من أولي العزم الخمسة الذين اصطفاهم الله على أنبيائه أجمعين. وإليك ما قاله الله لموسى - عليه السلام - حيث: قال الله عز وجل لموسى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)} [طه: 41].

قال ابن كثير: أي: اصطفيتك واجتبيتك رَسُولا لنفسي، أي: كما أريد وأشاء. (?)

قال الرازي: وموسى - عليه السلام - كان مخصوصًا بمزيد العصمة: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)} [طه: 41]. (?)

الوجه الخامس: الرد من الكتاب المقدس.

جاء في إنجيل متى وغيره أن يسوع صرخ حين صلب لكي يقتل حيث جاء في إنجيل (متى 27/ 46): ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: إيلي إيلي لا شبقتني؟ أي: إلهي، إلهي لماذا تركتني؟ .

فلماذا صرخ يسوع ولماذا قال ما قاله؟

وهذه بعض المجازفات والأغلوطات التي في الكتاب المقدس.

الركوب على الجحش والأتان معًا:

ومما يكذبه العقل ولا يتصوره ما ذكره متى عند حديثه عن دخول المسيح أورشليم فقال: "وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ (أي المسيح) عَلَيْهِمَا" (متى 21/ 7) فجلوس المسيح على الجحش والأتان معًا لا يتصوره العقل.

وهو غلط وكذب أراد متى من خلاله أن يحقق نبوءة توراتية "فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015