والجهالة هنا على أنواع:
1 - من الجاهلين، يعني: عن النبوة، ولم يأتني عن الله فيه شيء، فليس عليّ فيما فعلته في تلك الحالة توبيخ. (?)
قال الطبري: يقول - تعالى ذكره -: قال موسى لفرعون: فعلت تلك الفعلة التي فعلت؛ أي: قتلت تلك النفس التي قتلت إذن وأنا من الضالين، يقول: وأنا من الجاهلين قبل أن يأتيني من الله وحي بتحريم قتله عليّ. (?)
2 - من الجاهلين أي: أن ذلك يؤدي إلى قتله.
والمراد بذلك: الذاهلين عن معرفة ما يؤول إليه من القتل؛ لأنه فَعَلَ الوكزةَ على وجه التأديب، ومثل ذلك ربما حَسُنَ وإن أدى إلى القتل فبين له أنه فعله على وجه لا يجوز معه أن يؤاخذ به أو يعد منه كافرًا أو كافرًا لنعمه. ومعنى ذلك أنه فعل ذلك جاهلًا به غير متعمد إياه وفي معنى ما ذكر ما روي عن ابن زيد من أن المعنى وأنا من الجاهلين بأن وكزتي تأتي على نفسه. (?)
3 - الجاهلين بعواقب الأمر، والمعنى: فعلتها مُقْدمًا عليها من غير مبالاة بالعواقب، على أن الجهل بمعنى الإقدام من غير مبالاة كما فسر بذلك في قوله:
ألا لا يجلهن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا. (?)
4 - أراد من الجاهلين بالشرائع، وفسر الضلال بذلك في قوله - تعالى -: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)}. (?)