بداية أشير إلى أن القرآن أحوج إلى السنة، من السنة إلى القرآن (?).
ومعنى احتياج القرآن إلى السنة: أنها مبينة له، ومفصلة لمجملاته؛ لأن فيه -لو جازته- كنوزًا تحتاج إلى من يعرف خفايا خباياها؛ فيبررها، وذلك هو المنزل عليه - صلى الله عليه وسلم - (?).
وذلك لأن جميع كتاب الله إنما نزل بلغة العرب، ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا، وأكثرها ألفاظًا، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي (?).
لهذا كانت السنة شرح له، وشأن الشرح أن يكون أوضح وأبين وأبسط من المشروح (?).
حال السنة مع القرآن على ثلاثة أوجه (?):
اتفق أهل العلم أن سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - مع القرآن تكون على وجوه؛ فاجتمعوا منها على وجهين (?):
الوجه الأول: أن تكون موافقة له من كل وجه (?).
وهي سنة تأتي بحكم موافق للحكم الوارد في القرآن، مساوٍ له في المعنى، ولم تزد عنه، سواء أكانت قولية أم فعلية (?).
فيكون توارد القرآن والسنة على الحكم الواحد من باب توارد الأدلة وتطافرها (?).