وذلك لدلالة المعجز على صدقه، وأمر الله سبحانه بطاعته، وتحذيره من مخالفة أمره (?).
ومن البديهي بعد هذا أن أقول: إن السنة التي لها هذه الأهمية في التشريع، إنما هي السنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالطرق العلمية، والأسانيد الصحيحة المعروفة عند أهل العلم بالحديث ورجاله (?).
ومعنى حجية السنة هو: وجوب العمل بمقتضاها (?)، وأقسام السنة كلها حجة أي: تصلح أن يحتج بها على ثبوت الأحكام الشرعية (?).
إجماع السلف على حجية السنة:
أجمع الناس على أن من استبانت له سنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس (?).
فإن الأئمة المقبولين عند الأمة قبولًا عامًّا؛ متفقون اتفاقًا يقينًا: على وجوب اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويرد، إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?).
وثبوت حجية السنة المطهرة، واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية، ولا يخالف في ذلك إلا منْ لا حظَّ له في دين الإسلام (?).
3 - السنة وحي من الله - عز وجل - تكفل بحفظها:
قال تعالى واصفًا رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (?) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4]. فصح لنا بذلك أن الوحي من الله - عز وجل - إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - ينقسم على قسمين: