وقيل: كان كعب عظيم القدر عند العرب، ولهذا أرَّخوا لموته إلى عام الفيل، ثم أرخوا بالفيل. وهو أول من جمع يوم العروبة، وقيل: هو أول من سماها الجمعة، فكانت قريش تجتمع عليه في هذا اليوم فيخطبهم، ويذكرهم بمبعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويعلمهم أنه من ولده ويأمرهم باتباعه والإيمان به وينشد فيه هذا:

يا ليتني شاهدًا فحواء دعوته ... إذا قريش تبتغي الحق خذلانا. (?)

أما عن قولهم: إن المسلمين اختاروا يومًا لمحاكاة اليهود والنصاري أفعالهم.

والجواب:

إن هذا ليس من دأب المسلمين بل وليس ذلك من الشرع فإن الشرع يأمر بمخالفة اليهود والنصارى. حيث كان يذكر دائمًا "خالفوا المشركين ........ " الحديث. (?)

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب مخالفة اليهود والنصارى في كل شيء.

الوجه الثاني: لماذا اختار اليهود يوم السبت والنصاري يوم الأحد؟

يذكر اليهود أن يوم السبت هو اليوم الذي استراح فيه الله بعد خلق العالم.

وتذكر النصارى أن يوم الأحد هو اليوم الذي يحفظونه لذكرى قيامة المسيح من قبره.

وكلا الأمرين باطل لا جدال في ذلك.

حيث إن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام، وما أتعبه ذلك، وما مسه من لغوب كما ذكر القرآن ذلك، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} [ق: 38].

وهل يليق بالله جل جلاله أن يتصف بصفة مذمومة كصفة التعب! ! فهذا محال على الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015