مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]. ويثبتون لله سمعًا، وبصرًا، وعلمًا، وقدرةً، وقوةً، وعزًا، وكلامًا، وحياةً، وقدمًا وساقًا، ويدًا، ومعيةً، وغير ها من صفاته عز وجل التي وصف بها نفسه في كتابه العزيز، وعلى لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - بكيفية يعلمها الله ولا نعلمها، لأنه تعالى لم يخبرنا عن الكيفية، قال تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] وقال: {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [التحريم: 2]، {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27]، {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المجادلة: 22]، {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]، {بَهْجَةٍ} [الزُّخرُف: 55]، {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم: 42]، {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 6]، وغيرها من آيات الصفات.
وأهل السنة والجماعة: يؤمنون بأن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم، ويزورونه، ويكلمهم ويكلمونه، قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22 - 23]. وسوف يرونه كما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته، وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل نزولًا حقيقيًّا يليق بجلاله وعظمته قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر؛ فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له؟ " ويؤمنون بأنه تعالى يجيء يوم الميعاد للفصل بين العباد، مجيئًا حقيقيًّا يليق بجلاله، قال سبحانه وتعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} [الفجر: 21 - 22]، وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [البقرة: 210]، فمنهج أهل السنة والجماعة في كل ذلك الإيمان الكامل بما أخبر به الله تعالى، وأخبر به رسوله - صلى الله عليه وسلم - والتسليم به؛ كما قال الإمام الزهري رحمه الله تعالى: (من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم).