هارت"، لقد قام بالبحث في التاريخ عن الرجال الذين كان لهم أعظم تأثير على البشر وقد ذكر لنا في هذا الكتاب أكثر مائة رجل تأثيرًا على البشرية منهم آزوس، أرسطو، بوذا، كونفوشيوس، هتلر، أفلاطون، ذرادشت. وهو لا يعطينا علامات محددة عن المائة من ناحية تأثيرهم على الناس ولكنه يقوم بتقييم درجة هذا التأثير ويصفهم بترتيب تفوقهم في هذا التأثير من رقم واحد وحتى رقم مائة، وهو يوضح لنا أسبابه في ترتيب مرشحيه.
ونحن غير مطالبين بالموافقة على كلامه ولكننا لا يسعنا إلا أن نعجب بأمانة هذا الرجل ودقته في البحث.
وأكثر شيء يدعو للدهشة في تصنيفه المنتقى أنه وضع نبينا الكريم الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- كرقم واحد أول المائة العظماء، وهو بذلك يؤكد -بدون علم أو قصد- شهادة الله تعالى في آخر تنزيل له للعالم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (الأحزاب: 21).
ايقلين كوبولد:
1 - " ... هذه هي مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- تعيد إلى نفسي ذكرى جهوده في سبيل لا إله إلا الله، وتلقي في روعي صبره على المكاره واحتماله للأذى في سبيل الوحدانية الإلهية".
2 - كان العرب قبل محمد -صلى الله عليه وسلم- أمة لا شأن لها ولا أهمية لقبائلها ولا لجماعتها، فلما جاء محمد -صلى الله عليه وسلم- بعث هذه الأمة بعثًا جديدًا يصح أن يكون أقرب إلى المعجزات فغلبت العالم وحكمت فيه آجالًا وآجالًا.
3 - لعمري، ليجدن المرء في نفسه، ما تقدم إلى قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- روعة ما يستطيع لها تفسيرًا، وهي روعة تملأ النفس اضطرابًا وذهولًا ورجاءً وخوفًا وأملًا، ذلك أنه أمام نبي مرسل وعبقري عظيم لم تلد مثله البطون حتى اليوم .. إن العظمة والعبقرية يهزان القلوب ويثيران الأفئدة فما بالك بالعظمة إذا انتظمت مع النبوة، وما بالك بها وقد راحت تضحي بكل شيء في الحياة في سبيل الإنسانية وخير البشرية.
4 - لقد استطاع النبي -صلى الله عليه وسلم- القيام بالمعجزات والعجائب، لمّا تمكن من حمل هذه الأمة العربية الشديدة العنيدة على نبذ الأصنام وقبول الوحدانية الإلهية، لقد وفّق إلى خلق