معاوية لم يكن كاتب الوحي ولا خال المؤمنين. فنقول له: هذا قول سوء رديء ويجب أن نتجنب هؤلاء القوم ولا نجالسهم ونبيِّن أمرهم للناس (?).
فمن قال هل معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز فنقول: إن معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبد العزيز (?).
فمعاوية -رضي الله عنه- عمل بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئًا (?).
إن معاوية -رضي الله عنه- ثبت بالتواتر أنه أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أمر غيره وجاهد معه وكان أمينًا عنده يكتب له الوحي، وما اتهمه النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتابة الوحي وولاه عمر بن الخطاب الذي كان من أخبر الناس بالرجال وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه ولم يتهمه في ولايته.
وقد ولَّي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أباه أبا سفيان إلى أن مات النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو على ولايته.
فمعاوية خير من أبيه وأحسن إسلامًا من أبيه باتفاق المسلمين وإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ولي أباه فلأن تجوز ولايته بطريق الأولى والأحرى ولم يكن من أهل الردة قط ولا نسبه أحد من أهل العلم إلى الردة. ولقد اتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة وهو أول الملوك كان ملكه ملكًا ورحمة.
وكان في ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيرًا من ملك غيره (?).
ونعتقد كذلك في أزواجه. ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق. قال الله -عز وجل-: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (الأحزاب: 33). وابتداء الآية في نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- وتخييرهن فلما اخترن الله ورسوله والدار الآخرة كان لهن ما أعد الله لهن من الأجر العظيم ثم ميزهن عن نساء العالمين في العذاب والأجر، ثم أبانهن