بالأمن في دخولهم، فكأنه قيل لهم: اسلموا وأمنوا في دخولكم إن شاء الله. ونظيره قولك للغازي: ارجع سالمًا غانمًا إن شاء الله، فلا تعلق المشيئة بالرجوع مطلقًا، ولكن مقيدًا بالسلامة والغنيمة، مكيفًا بهما. والتقدير: ادخلوا مصر آمنين إن شاء الله دخلتم آمنين، ثم حذف الجزاء لدلالة الكلام عليه، ثم اعترض بالجملة الجزائية بين الحال وذي الحال (?).

الوجه السادس: معنى الدخول أي: الإقامة والتمكن والاستقرار.

أي: أقيموا بها آمنين، سمى الإقامة دخولًا لاقتران أحدهما بالآخر، ويقال أيضًا: أي ادخلوا مصر تمكنوا منها واستقروا منها بعد أن دخلا عليه مصر (?).

الوجه السابع: يوسف - عليه السلام - استقبلهم في بيت، ثم قال لهم: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}.

كأنه حين استقبلهم نزل في بيت هناك أو خيمة، فدخلوا عليه وضمّ إليه أبويه، ثم قال لهم: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (?).

وعلى هذا فالدخول نوعان:

قال الآلوسي: وكأنه - عليه السلام - ضرب في الملتقى خارج البلد مضربًا فنزل فيه فدخلوا عليه فيه فآواهما إليه ثم طلب منهم الدخول في البلدة فهناك دخولان: أحدهما: دخول عليه خارج البلدة، والثاني: دخول في البلدة (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015