عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن. (?)

وتوجيه ذلك من عدة وجوه:

الوجه الأول: هذه الروايات ضعيفة كما سبق في التخريج وكلام أهل العلم عليها فلا يستدل بها.

الوجه الثاني: شهادة عليّ بأن أبا بكر هو أول من جمع القرآن.

عن عبد خير، عن علي، قال: "رحم الله أبا بكر، كان أول من جمع القرآن" (?).

وفي لفظ: (أعظم الناس أجرًا في المصاحف أبو بكر. . .).

الوجه الثالث: وعلى تقدير أن يكون محفوظًا فمراده بجمعه: حفظه في صدره. (?)

قال أبو بكر ابن أبي داود: أجمع القرآن يعني: أتم حفظه. فإنه يقال للذي يحفظ القرآن قد جمع القرآن. (?)

الوجه الرابع: أو يحمل على أنه أراد أن يجرِّد مصحفه مِمَّا ليس من القرآن، كالتفسير والأحكام.

الوجه الخامس:

كما أنه قد قيل: إنَّ جَمْعَ عليٍّ كان أشبه بكتاب علم، جمع فيه غير القرآن مع القرآن، وإذن فصُورتُه غير صورة الجمع البكري، وغرضُه غير غرضِهِ. فقد روى هذا الخبر ابن أشتة في كتاب المصاحف من وجه آخر عن ابن سيرين، وفيه أنه كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ، وأن ابن سيرين قال: فطلبتُ ذلك الكتاب، وكتبتُ فيه إلى المدينة، فلم أقدر عليه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015