لذلك قول أبي بكر - رضي الله عنه - له: "إنك رجل شاب، عاقل، لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -". وقول زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: "فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليَّ مما أمرني به من جمع القرآن". فما أحراه بجمع القرآن وأولاه.

خطة الجمع: استثقل زيد بن ثابت المهمة، إلا أنه حينما شرح الله له صدره باشر بها، وبدأ بجمع القرآن بوضع خطة أساسية للتنفيذ، اعتمادًا على مصدرين هامين:

الأول: ما كُتب أمام الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبإملاء منه، وكان زيد نفسه من كُتَّاب الوحي.

الثاني: مما كان محفوظًا لدى الصحابة، وكان هو أيضًا من حفاظه في حياته - صلى الله عليه وسلم - وكان لا يقبل شيئًا من المكتوب، أو المحفوظ حتى يجتمع فيه شرطان:

1 - أنه مما كتب بين يدي الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وذلك بشهادة شاهدين عدلين (?).

2 - أنه مما ثبت في العرضة الأخيرة، ولم تنسخ تلاوته (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015