وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" (?)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" (?).
10 - أمره - صلى الله عليه وسلم - لمن حفظ القرآن أن يتعاهده حتى لا يتفلت منه: فكما أمر ورغب - صلى الله عليه وسلم - في حفظ القرآن - كما سبق - أمر - صلى الله عليه وسلم - بتعهد القرآن ومراجعة حفظه باستمرار، حتى لا يتفلت ويُنسى، ومما ورد في ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه عنه ابن عمر - رضي الله عنه -: "إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المُعَقَّلة، إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت" (?)، وفي رواية لمسلم من حديث موسى بن عقبة - رضي الله عنه -: "وإذا قام صاحب القرآن فقراه بالليل والنهار ذكره وإذا لم يقم به نسيه" (?).
وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بئس ما لأحدهم يقول: نسيت آية كَيت وكَيت، بل هو نُسِّي، استذكروا القرآن فإنه أشد تفصيًّا من صدور الرجال من النَّعَمِ بعقلها". (?)
(أي: تفلُّتًا وتخلصًا). (?)
11 - ترغيبه - صلى الله عليه وسلم - بتحسين الصوت بالقراءة: حُسن الصوت بالقراءة مطلوب، وتزيين الصوت بالقراءة سنة ثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن ينبغي ألا يتجاوز هذا التحسين الحد المطلوب، ومما ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحث على تحسين الصوت بالقراءة والتغني بالقرآن ما يلي:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به" (?).