ذكر المزي في (تهذيب الكمال) سبعة وعشرين شيخًا روى عنهم الحديث حفص بن سليمان القارئ، وقد تتبعتهم في "تقريب التهذيب" لابن حجر فوجدته يصف خمسة عشر منهم بـ (ثقة)، وعشرة منهم بـ (صدوق)، وواحد بـ (لا بأس به)، وواحد وصفه بمجهول، وهو كثير بن زاذان، الذي سأل عثمان بن سعيد الدارمي يحيى بن معين عنه، فقال: "قلت يروي (أي حفص القارئ) عن كثير بن زاذان من هو؟ قال: لا أعرفه"، لكن ابن حجر ذكره في "التهذيب" وقال: كثير بن زاذان النخعي الكوفي، وذكر جماعةً من الرواة الذين رووا عنه سوى حفص، وذكر نقلًا عن الخطيب البغدادي أنه كان مؤذن النخع.
وذكر المزي خمسة وثلاثين راويًا أخذوا عن حفص بن سليمان القارئ، وقد تتبعت ما قاله فيهم ابن حجر في "تقريب التهذيب"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، فوجدت أن معظمهم موصوف بأنه (ثقة) أو (صدوق).
وإذا نظرنا إلى حال شيوخ حفص القارئ، وحال معظم تلامذته من حيث وصفهم بالثقة والصدق؛ فإن من المناسب أن يكون حفصٌ كما وصفه وكيع بأنه: ثقة، أو كما وصفه الإمام أحمد بأنه: صالح. (?)
الوجه السابع: تفرغ حفص لتعليم قراءة شيخه وتنقله بين الأمصار.
قال أبو عمرو الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة، ونزل بغداد فأقرأ بها، وجاور بمكة فأقرأ بها أيضًا. (?)
الوجه الثامن: الطباعة.
وقد يكون للطباعة شأن في التمكين لرواية حفص، فأقدم مصحف طبع في مدينة هامبورج بألمانيا سنة 1694 م كان مضبوطًا برواية حفص عن عاصم (?).
واشتهر من خطاطي الدولة العثمانية الحافظ عثمان الذي كتب بخطه خمسة وعشرين