فلما جمع عثمان الناس على حرف واحد رأى أن الحرف الذي نزل القرآن أولًا بلسانه أولى الأحرف؛ فحمل الناس عليه لكونه لسان النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولما له من الأولية المذكورة، وعليه يحمل كلام عمر لابن مسعود أيضًا. (?)
الوجه الرابع: أو يكون مراد عثمان أن معظمه وأكثره نزل بلغة قريش. (?)
الشبهة السادسة: اتهام بعض القراء بالضعف كـ (عاصم، وحفص)؛ فكيف يقبل منهم القرآن؟
نص الشبهة:
كيف يكون حفص إمامًا في القراءات وهو ضعيف في الحديث؟ .
والرد على الشبهة من وجوه:
الوجه الأول: التعريف به وثناء العلماء عليه وخاصة في تحمله وأدائه لكتاب الله - عز وجل -.
أولًا: التعريف بحفص:
هو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر بن أبي داود الأسدي الكوفي المقرئ الإمام مولاهم الغاضري البزاز ويعرف بحفيص، أخذ القراءة عرضًا وتلقينًا عن عاصم وكان ربيبه ابن زوجته.
مولده: قال خلف بن هشام ولد سنة تسعين.
قال الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم عن الناس تلاوة، ونزل بغداد فأقرأ بها وجاور بمكة فأقرأ أيضًا بها، وقال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان.
وقال أبو هاشم الرفاعي: كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم.
وقال الذهبي: أما القراءة فثقة ثبت ضابط لها بخلاف حاله في الحديث، قلت: يشير إلى أنه تُكلم فيه من جهة الحديث. قال ابن المنادى: قرأ على عاصم مرارًا، وكان الأولون يعدونه في