وأغلب ما وصف بالشذوذ من القراءات كان بسبب مخالفة الرسم العثماني أو بسبب عدم توافر النقل (?)، وليس من أجل مخالفة العربية، إلا في النادر، مما نقله ثقة ولا وجه له في العربية، ولا يصدر مثل هذا إلا سهوًا بشريًا، وقد نبه عليه المحققون والقراء الضابطون (?).
مع أن القرآن دُوِّن في مصحف عثمان لم يتحول الأساس في تلاوته يومًا إلى الاعتماد على المصحف المكتوب؛ بل ظل الاعتماد منذ وجود الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الرواية بالسند الصحيح المتواتر عنه، فالأساس دائمًا الرواية عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد تلقاه شفويًا عنه صحابته (?)، وعنهم تلقاه التابعون، وتوالى ذلك بالسند المتواتر جيلًا بعد جيل (?).
وقد كان التعويل في ذلك على أن القرآن محفوظ في الصدور قبل أن يحفظه كونه محفوظًا في مصحف، وأن القراءة الصحيحة لن تكون أي نطق محتمل لخط المصحف؛ بل لا بد أن تكون رواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?).
ومن ثم ظهر نوع آخر من القراءات الشاذة التي سببها عدم صحة السند، أو عدم وجوده أصلًا، فتكون القراءة إما من قبيل الخطأ والسهو، أو من قبيل الكذب والافتراء، وهذا كله يندرج تحت القراءات الشاذة اصطلاحًا، ووجه الشذوذ هنا أن القارئ لم يخالف من هو أوثق منه؛ بل خالف الأمة كلها (?).
ثانيًا: مزايا الرسم العثماني: