قال ابن أبي زمنين: هذه الآية الناسخة خير في زماننا هذا لأهلها، وتلك الأولى المنسوخة خير لأهلها في ذلك الزمان، وهي مثلها بعد في حقها وصدقها. (?)
الوجه الثاني: الخيرية في كلام الله ثابتة فهذا كلامه سبحانه وهو الذي حكم بذلك.
قال ابن تيمية: وأيضًا فإن الناس متنازعون في صفاته: هل بعضها أفضل من بعض مع أنها كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه؟ وهل بعض كلامه أفضل من بعض مع كمال الجميع؟ .
والسلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض وبعض صفاته أفضل من بعض مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة كقوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106] , وكقوله - صلى الله عليه وسلم - حاكيًا عن ربه: " إن رحمتي تغلب غضبي" وفي لفظ: "سبقت غضبي" (?).
وقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (?)} [الإخلاص: 1] تعدل ثلث القرآن (?).
وقوله في فاتحة الكتاب: لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها، فنفى أن يكون لها مثل، وقوله عن آية الكرسي أنها أعظم آية في القرآن، وقوله - صلى الله عليه وسلم - "أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
وقوله: "يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه والقسط بيده الأخرى يخفض ويرفع" (?).