يكن له أثر كبير في الدعوة الإسلامية مثل أثر أبي بكر وغيره من الصحابة.

فالسؤال: لماذا لم يشارك ورقة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدعوة بقوة كما صنع أبو بكر، فلم يسلم أحد على يد ورقة، بينما كل من أسلم كان له دور في دعوة غيره للإسلام؟ .

وادعاء أن ورقة كان دوره هو تثبيتهم على الدين لا يحقق وجه مقارنة بين اهتمام ورقة قبل البعثة وبعدها.

قَالَ ابْنَ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ يَمُرّ بِهِ وَهُوَ يُعَذّبُ بِذَلِكَ وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ، فَيَقُولُ: أَحَدٌ أَحَد وَالله يَا بِلَالُ، ثُمّ يُقْبِلُ عَلَى أُمَيّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَمَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ بِهِ مِنْ بَنِي جُمَحَ فَيَقُولُ: أَحْلِفُ بِالله لَئِنْ قتَلْتُمُوهُ عَلَى هَذَا لَأَتّخِذَنهُ حَنَانًا *، حَتّى مَرّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ - رضي الله عنه - يَوْمًا وَهُمْ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ بِهِ وَكَانَتْ دَارُ أَبِي بَكْرٍ فِي بَنِي جُمَحَ، فَقَالَ لِأُمَيّةِ بْنِ خَلَفٍ: أَلَا تَتّقِي الله فِي هَذَا الْمِسْكِينِ؟ حَتّى مَتَى؟ قَالَ أَنْتَ الّذِي أَفْسَدْته، فَأَنَقِذْهُ مِمّا تَرَى، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَفْعَلُ؛ عِنْدِي غُلَامٌ أَسْوَدُ أَجْلَدُ مِنْهُ وَأَقْوَى عَلَى دِينِك، أُعْطِيكَهُ بِهِ، قَالَ: قَدْ قَبِلْت، فَقَالَ: هُوَ لَك، فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ - رضي الله عنه - غُلَامَهُ ذَلِكَ وَأَخَذَهُ فَأَعْتَقَهُ (?).

وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان ورقة بن نوفل يمر ببلال، وهو يعذب على الإسلام، وهو يقول: أحد أحد، فيقول ورقة: أحد أحد؛ والله يا بلال. وبإسناده عن عروة: أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - أعتق ممن كان يعذب في الله سبعة فذكرهم وذكره، ثم ذكر منهم الزنيرة، قال: فذهب بصرها وكانت ممن يعذب في الله على الإسلام، فتأبى إلا الإسلام، وقال المشركون: ما أصاب بصرها إلا اللات والعزى، فقالت: كلا والله ما هو كذلك، فَرَدَّ الله عليها بصرها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015