رشدت وأنعمت ابن عمرو ... وإنما توقيت تنورًا من النار حاميا

بدينك ربا ليس رب كمثله ... وتركك جنان الجبال كما هيا

يقول إذ جاورت أرضًا مخيفة ... حنانيك لا تظهر علي إلا عاديا

أدين لربي يستجيب ولا أدين ... لمن لا يسمع الدهر داعيا

أقول إذا صليت في كل مسجد ... تباركت قد أكثرت باسمك داعيا (?)

فما وصل إليه زيدٌ من التوحيد هو لتتبعه أقوال وأفعال إبراهيم - عليه السلام - التي تحصَّل عليها من نتاج بحثه، وما وصل إليه ورقة من حق إنما كان لتتبعه بعض ما كان عليه زيد، وما وصل إليه محمد - صلى الله عليه وسلم - إنما هو من قِبَل الوحي.

الوجه الخامس: ورقة لم يكن مُوَفَّقًا في اتباعه النصرنية كما وُفِق زيد بن عمرو في إتباع الحنفية:

قال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق: وقد كان نفر من قريش: زيد بن عمرو بن نفيل، وورقة بن نوفل، وعثمان بن الحويرث بن أسد، وعبد الله بن جحش - حضروا قريشًا عند وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم، فلما اجتمعوا خلا بعض أولئك النفر إلى بعض وقالوا: تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض، فقال قائلهم: تعلمن والله ما قومكم على شيء، لقد أخطئوا دين إبراهيم وخالفوه، ما وثن يعبد لا يضر ولا ينفع؟ فابتغوا لأنفسكم.

فخرجوا يطلبون ويسيرون في الأرض يلتمسون الحنيفية دين إبراهيم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015