فِيهِ وَبَارَكَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا فَبَصَقَ وَبَارَكَ ثُمَّ قَالَ: "ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِي، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلَا تُنْزِلُوهَا، وَهُمْ أَلْفٌ، فَأُقْسِمُ بِالله لَقَدْ أَكَلُوا حَتَّى ترَكُوهُ وَانْحَرَفُوا، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ، وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ. (?)
6 - كلام الشجرة وشهادتها له بالنبوة، وإجابتها دعوته.
فقد أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ مِنْ بَنِى عَامِرٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أرِنِي الْخَاتَمَ الَّذِى بَيْنَ كَتِفَيْكَ فَإِنِّى مِنْ أَطَبِّ النَّاسِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: " أَلَا أُرِيكَ آيَةً". قَالَ: بَلَى.
قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى نَخْلَةٍ فَقَالَ: "ادْعُ ذَلِكَ الْعَذْقَ". قَالَ: فَدَعَاهُ فَجَاءَ يَنْقُزُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: " ارْجِعْ". فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ؛ فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: يَا آلَ بني عَامِرٍ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَسْحَرَ مِنْهُ. (?)
7 - حنين الجزع لفراق النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وهي قصة مشهورة شهدها الكثير من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ قَالَتْ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: يَا رَسُولَ الله، أَلَا أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ فَإِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا؟ قَالَ: "إِنْ شِئْتِ". قَالَ: فَعَمِلَتْ لَهُ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ قَعَدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ الَّذِي صُنِعَ، فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ الَّتِي كَانَ يَخْطُبُ عِنْدَهَا حَتَّى كَادَتْ أَنْ تَنْشَقَّ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى أَخَذَهَا فَضَمَّهَا إِلَيْهِ، فَجَعَلَتْ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّتُ حَتَّى اسْتَقَرَّتْ. قَالَ: "بَكَتْ عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ". (?)
8 - تسليم الحجر على النبي - صلى الله عليه وسلم -.