أطوار تاريخهم، فما من سفر من أسفارهم إلا يزخر بعبارات السخط والغضب التي صبها الله على بني إسرائيل صبًّا في كل عهودهم منذ أن أخرجهم الله من مصر، إلى أن أهلكهم بظلمهم، وقضى بخراب بلادهم، وتقطيعهم في الأرض (?).

ويهود اليوم هم الخلف السيئ لمن سلف، إننا نجد هؤلاء الخلف ينطلقون من تراث السلف، فوراء كل جريمة يرتكبونها نبوأة مزعومة تسوِّغها لهم.

يقول هرتزل: " ... إن هدف الحركة الصهيونية هو تنفيذ النص الوارد في الكتاب المقدس بإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين" (?).

ويقول بن غوريون: "قد لا تكون فلسطين لنا من طريق الحق السياسي أو القانوني، ولكنها حق لنا على أساس ديني، فهي الأرض التي وعدنا الله، وأعطانا إياها من الفرات إلى النيل" (?).

ولعل أشد ما دونته نبوءاتهم المحرفة تحريضًا لليهود على التوسع العدواني الظالم هو: "كل مكان تطؤهُ أخامص أرجلكم لكم أعطيته" يشوع 1: 3.

فهم مرتبطون عقديًّا بكل أرض سكنوا فيها، من أرض الآباء والأجداد مثل كل فلسطين، وسورية .. العراق، ومصر.

ولقد قال بن غوريون في تسويغ عدوان (1956 م): "إنه يوطد أمن إسرائيل، ويحميها من العدو، ويحرر أرض الأجداد من الغاصبين".

ولما اعترض أحد الوزراء على احتلال الجولان، وعلَّل اعتراضه بعدم وجود روابط توراتية، رد عليه "إيجال آلون" قائلًا: "إن الجولان قطعة من إسرائيل القديمة لا تقل أهمية عن الخليل ونابلس"، وهبَّ زعماء يهود يؤكدون أن استيلاءهم على الأراضي المحتلة ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015