ب - في السنة:
ونبي الرحمة المهداة الرؤوف الرحيم، الذي بعثه الله رحمة للعالمين، يدعو إلى الرفق وينكر العنف في أحاديثه وسيرته ومنهجه في الحياة كلها، فهو صاحب الخلق العظيم:
{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (?)} هو المتمم لمكارم الأخلاق.
فها هي جملة مختصرة من توجيهاته وأحاديثه في الدعوة إلى الرفق والبعد عن العنف، وأن من حرم الرفق حرم الخير.
1 - قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" (?).
وسبب ورود هذا الحديث يدل على عظم خلق النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما يدل على خبث نفوس اليهود وسوء طويتهم وفساد أخلاقهم وآدابهم، فقد روى البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "استأذن رهط من اليهود على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك، فقلت - أي عائشة - بل عليكم السّام واللعنة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله"، قلت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: قلت: وعليكم.
2 - ومن الأحاديث في هذا الباب عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا عائشة: إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على غيره". (?)
3 - وعن عائشة - رضي الله عنها - أيضًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" (?).
4 - وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق، فقد حرم حظه من الخير" (?).