رجاء أَنْ يَقُولَ لَهُمْ يَرْحَمُكُمْ الله فَيَقُولُ: "يَهْدِيكُمُ الله وَيُصْلِحُ بَالكُمْ" (?).
4) وكان - صلى الله عليه وسلم - يقبل هدايا مخالفيه من غير المسلمين. فقبل هدية زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم في خيبر حيث أهدت له شاة مشوية قد وضعت فيها السم (?).
5) وكان - صلى الله عليه وسلم - يغشى مخالفيه في دورهم. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَال: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمسْجِدِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَال انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ فَقَامَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَنَادَاهُمْ: "يَا مَعْشَرَ يَهُودَ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا" فَقَالوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَال لهم رسول الله: ذَلِكَ أُرِيدُ، ثُمَّ قَالهَا الثَّانِيَةَ، فَقَالوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، ثُمَّ قَال الثَّالِثَةَ، فَقَال: "اعْلَمُوا أَنَّ الْأَرْضَ للهِ وَرَسُولِهِ وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّمَا الْأَرْضُ للهِ وَرَسُولِهِ" (?).
6) وكان - صلى الله عليه وسلم - يأمر بصلة القريب وإن كان غير مسلم فقال لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: "صِلي أُمَّكِ" (?). ولما تأسس المجتمع الإسلامي الأول وعاش في كنفه اليهود بعهد مع المسلمين وكان - صلى الله عليه وسلم - غاية في الحلم معهم والسماحة في معاملتهم حتى نقضوا العهد وخانوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أما من يعيشون بين المسلمين يحترمون قيمهم ومجتمعهم وحذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ظلم المعاهدين أو انتقاصهم فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (?).
وشدد الوعيد على من هتك حرمة دمائهم فقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ