"ألحقني بالرفيق الأعلى، وألحقني بالرفيق الأعلى". (?)
قال ابن فارس: الطِّبُّ: هو العلم بالشيء، يقال: رجل طَبٌّ وطبيبٌ؛ أي: عالمٌ حاذق. (?)
وقال الأزهري بعد أن أورد حديث أبي رمثة - رضي الله عنه -: "طبيبها الذي خلقها": معناه: العالم بها خالقها الذي خلقها لا أنت. (?)
وقال شمس الدين الحق أبادي: "الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق"؛ أي: أنَّت ترفق بالمريض، وتتلطفه، والله هو يبرئه ويعافيه. (?)
الوجه الثالث: أنَّ الشفاء بيد الله تعالى.
وذلك أن المرض والدواء بيد الله، فإذا صادف الدواء الداء كان الشفاء بإذن الله تعالى، ولا يعلم مصادفة الداء للدواء إلا الله -عَزَّ وَجَلَّ-.
لذلك فالأطباء ما هم إلا مجربين للدواء ولا يعلمون حقيقة الشفاء.
ولذلك جعل إبراهيم - عَلَيْهِ السَّلَام - الشفاء بيده سبحانه لا بيد غيره، وهذا من علامات الربوبية لله.
قال تعالى على لسان إبراهيم: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)} [الشعراء: 80].
فكون الله -عَزَّ وَجَلَّ- هو الطبيب: أي هو الأعلم بمواطن الداء، والأعلم بمصادفة الدواء له، وهل سينجو منه صاحبه أم لا؟ ولذلك علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذا مرضه الأخير، وعلم أن الطب لا يفيد في ذلك، وأنه يرغب في ملاقاة الله تعالى.
الوجه الرابع: ماذا في كتابهم المقدس؟
ورد الشفاء في كتابهم على يد المسيح والرب كما هي عقيدتهم.