وهكذا كثير من الصفات.

ولذلك قاعدة مهمة عند أهل السنة وهي: (التشابه في الأسماء لا يقتضي التشابه في المسميات)

بمعنى: إذا نظرنا إلى حالة الخلق من حولنا وأخذنا مثالًا على ذلك (القدم):

فلو نظرنا إلى لفظة القدم وعضو القدم نجده موجودًا في الفيل والحصان والنملة والإنسان.

فهل هذه الصفات تتشابه؟ والجواب بالبديهة: لا تتشابه.

فكذلك الصفة إذا وصف بها مخلوق ووصف بها الخالق، فلا يقتضي ذلك التساوي في المعنى والكيفية؟

الوجه الخامس: إذا اتفقنا أن صفات الله غير صفات المخلوق.

فصفات الله صفات كمال، وصفات المخلوق صفات نقص. استطعنا أن نفرق بين مكر الله ومكر المخلوق، وإذا كان مكر المخلوق ليس مذمومًا مطلقًا، فلماذا جعلنا مكر الله مذمومًا مطلقًا؟ ! أليس هذا من الجهل والظلم؟ !

الوجه السادس: صفة المكر كما وردت في القرآن.

وردت صفة المكر ومشتقاتها في القرآن في واحد وأربعين موضعًا، في ثلاث وعشرين آية:

وهي على قسمين:

القسم الأول: وردت خاصة بأهل الزيغ والضلال من أعداء الرسل كصفة مذمومة.

والقسم الثاني: وردت في آيات كصفة للمخلوق، وردَّ الله عليهم بصفة له سبحانه فلم تأت هذه الصفة كصفة مستقلة لله سبحانه وتعالى.

ونبدأ بالكلام على القسم الأول، فنقول:

الموضع الأول: قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123)} [الأنعام: 123].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015