إلى القدس بحجة الحج ما دامت القدس في قبضة الاحتلال الصهيوني.
وبشكل عام فإن الكنائس الشرقية ترى في الحج إلى القدس في هذه الظروف ضربًا من الخروقات للمسيحية. فلا حج إلى بيت المقدس في ظل الاحتلال الصهيوني.
بينما قام البابا الحالي بزيارة إلى فلسطين وأدى حجه وزار كنيسة القيامة وكنيسة المهد وزار حائط البراق المسمى زورًا وبهتانًا حائط المبكى.
وبذلك شكل بادرة طيبة بالنسبة لليهود المحتلين. وفتح بابًا لجميع المسيحيين الغربيين الكاثوليك لزيارة الأماكن المقدسة ولو كانت تحت الاحتلال.
أما البروتستانت فإنهم يجدون باحتلال الصهاينة للقدس أمرًا محببًا بل أمرًا إلهيًا يهيء لمجيء المسيح الثاني، ويسجع البروتستانت الكيان الصهيوني على إقامة ما يسمى الهيكل مكان المسجد الأقصى. على الرغم من أن البروتستانت أكثر المسيحيين حقدًا على الإسلام وأكثر المسيحيين تحللًا من تعاليم الدين المسيحي فالحج بنظرهم أمر تافه إذا ما قيس بإعلان الحرب على المسلمين وإقامة الهيكل وتقوية الدولة اليهودية حتى يأتي المسيح حسب ما يزعمون. (?)
الفصل الثالث: الطوائف النصرانية والخلاف بينها.
أولًا: التعريف بالكنيسة.
إن كلمة "الكنيسة" كلمة معربة من الإغريقية، فهي من أصل يوناني، وهذا دليل واضح على أن نشأتها إنما كانت في أحضان الإمبراطورية الرومانية، غريبة عما كان يجب أن يكون مهدها ومنشؤها أورشليم، حيث يطلق على بيت الله المجمع الذي كان يرتاده يسوع المسيح ليعلم الشعب.
"وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الملَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب." (متى 4/ 23).