للحياة كما قال سبحانه: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)} [البقرة: 132].
والإيمان نور يشرق به قلب المؤمن وروحه وكيانه، فيرى قلب المؤمن الخالق والمخلوق، ويرى عظمة ربه وإحسانه، ويشاهد مظاهر قدرته ورحمته.
ويرى المخلوق بيد خالقه، ليس بيده شيء، وليس بيده نفع ولا ضر، إن لم يهده ربه إلى نور الإيمان، تاه في أودية الظلمات، وخسر الدنيا والآخرة.
فالإيمان نور واحد يهدي إلى طريق واحد، يهدي إلى الحق، وإلى طريق مستقيم.
وأما الكفر فظلمات شتى متنوعة:
ظلمة الكبر والطغيان .. وظلمة الرياء والنفاق .. وظلمة الهوى والشهوة .. وظلمة الجهل والقسوة .. وظلمة الحرص والطمع .. وظلمة البخل والشح .. وظلمة الشك والقلق .. وظلمة الكذب والافتراء.
وظلمات شتى يجمعها كلها الشرود عن صراط الله المستقيم، والتلقي من غير الله، والاحتكام إلى غير منهج الله.
والله يؤتي فضله من يشاء، وهو العليم بمن يصلح له، ومن لا يصلح له، وما يترك الإنسان نور الله الواحد الذي لا يتعدد، حتى يدخل في الظلمات من شتى الأنواع والأصناف، وكلها ظلمات.
والعاقبة اللائقة بأصحاب الظلمات إذا لم يهتدوا بالنور في الدنيا، أن يخلدوا في ظلمات النار في الآخرة: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)} [البقرة: 257].
إن من ذاق طعم الإيمان وحلاوته، وعرف حقيقته لا يمكن أن يتركه أو يجد اللذة في غيره.
فإبراهيم - صلى الله عليه وسلم - لما طلب من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى، لم يطلب برهاناً، أو