تحقيق ذاتها في الخارج في صورة عمل صالح، وخلق حسن.
ولا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وأرض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها:
فإن غرست فيها شجرة الإيمان والتقوى أورقت حلاوة الأبد.
وإن غرست شجرة الجهل والهوى فكل الثمر فاسد مر، يورث شقاوة الأبد كما قال سبحانه: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} [الشمس: 7 - 10].
واليقين على ذات الله وأسمائه وصفاته، والمحبة لله ورسوله ودينه هما ركنا الإيمان، الذي لا يتم إلا بهما، ولا يقبل إلا بهما.
والمسلمون يتفاضلون في الإيمان .. ويتفاضلون في شعبه .. ويتفاضلون في درجاته.
وكل إنسان يطلب ما يمكنه طلبه .. ويقوم بما يقدر على تقديمه من الفاضل.
ولا بد من الإيمان الواجب .. والعبادة الواجبة .. والزهد الواجب .. والعمل الواجب .. والدعوة الواجبة .. ثم الناس يتفاضلون في ذلك حسب إيمانهم.
فمنهم من يكون العلم أيسر عليه من الزهد.
ومنهم من يكون الزهد أيسر عليه من العلم.
ومنهم من تكون العبادة أيسر عليه منهما.
ومنهم من تتكون الدعوة أيسر عليه منهما.
والمشروع لكل إنسان أن يفعل ما يقدر عليه من الخير .. وإذا ازدحمت شعب الإيمان قدم ما كان أرضى لله وهو عليه أقدر .. فقد يكون على المفضول أقدر منه على الفاضل .. ويحصل له به منفعة أكثر .. فهذا الأفضل له أن يطلب ما هو أنفع له .. وهو قي حقه أفضل.
ولا يطلب ما هو الأفضل مطلقاً إذا كان متعذراً في حقه، أو متعسراً يفوته ما هو