فالشيطان يخيل للعاصي أنه بخوضه في العلم، ومجالسة العلماء، يكون من أهل العلم والفضل، ولا يزال يحبب إليه ذلك حتى يتكلم بما هو كفر وهو لا يدري.
وسؤال العوام عن غوامض العلوم من أعظم الآفات، فالأولى بهم الإيمان بما ورد في القرآن، والتسليم لما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والاشتغال بالأعمال الصالحة، وعدم التوسع فيما لا يقدرون على فهمه.
الآفة الثالثة عشرة: الغناء وهو ما يفسد القلوب، وقد غَرَّ به الشيطان خلقاً كثيراً من العوام والعلماء والزهاد حتى ظنوه قربة إلى الله.
الآفة الرابعة عشرة: اللعن: إما لحيوان أو جماد أو إنسان وكل ذلك مذموم، والمؤمن ليس بالطعان ولا اللعان.
واللعن: عبارة عن الطرد والإبعاد عن رحمة الله، وذلك غير جائز إلا على من اتصف بصفة تبعده عن الله عزَّ وجلَّ مثل الكفر والظلم ونحوهما، وينبغي أن يتبع فيه لفظ الشرع فإن في اللعنة خطراً؛ لأنه قد حكم على الله عزَّ وجلَّ بأنه قد أبعد الملعون، وذلك غيب لا يطلع عليه إلا الله تعالى.
والصفات المقتضية للعن ثلاثة:
الكفر .. والبدعة .. والفسق.
وللعن في كل واحدة ثلاث مراتب:
الأولى: اللعن بالوصف الأعم كقوله: لعنة الله على الكافرين والمبتدعة والفسقة.
الثانية: اللعن بوصف أخص منه كقوله: لعنة الله على اليهود والنصارى أو لعنة الله على الزناة والظلمة، وآكلي الربا، وكل ذلك جائز.
الثالثة: اللعن للشخص المعين، وهذا فيه خطر كقوله: زيد لعنه الله، وهو كافر أو فاسق أو مبتدع.
والتفصيل فيه: أن كل شخص ثبتت لعنته شرعاً فتجوز لعنته كقولنا: فرعون لعنه