فالتكبر بالمال أكثر ما يجري بين الملوك والتجار .. والتكبر بالجمال أكثر ما يجري بين النساء .. والتكبر بالعلم أكثر ما يجري بين المرائين .. والتكبر بالنسب أكثر ما يجري بين الناقصين الجاهلين .. والتكبر بكثرة الأتباع أكثر ما يجري بين الملوك بكثرة الجنود .. وبين العلماء بكثرة الطلاب والمستفيدين.
ومن صفات المتكبر:
استكباره عن الحق .. واحتقار الناس .. وحبه قيام الناس له .. وجلوسه في صدور المجالس .. ومشيه متبختراً .. وأنه لا يمشي غالباً إلا ومعه أحد يمشي خلفه .. ولا يزور أحداً تكبراً على الناس .. ويستنكف جلوس أحد إلى جانبه، ولا يتعاطى في بيته شغلاً .. ونحو ذلك.
والكبر من المهلكات، ويعالج بأمرين:
الأول: استئصال شجرته من القلب، ووسيلة ذلك أن يعرف الإنسان ربه ويعرف نفسه.
الثاني: من تكبر بالنسب فليعلم أن هذا تعزز بكمال غيره .. ومن اعتراه الكبر بالجمال فلينظر إلى باطنه وأقذاره نظر العقلاء .. ومن اعتراه الكبر بالقوة فليعلم أنه لو آلمه عِرْق عاد أعجز من كل عاجز .. ومن تكبر بسبب المال فليعلم أن اليهود أغنى منه وهم شر خلق الله، وقد غضب الله عليهم ولعنهم .. ومن تكبر بسبب العلم فليعلم أن حجة الله على العالم أكثر من الجاهل.
وأول ذنب عصى الله به أبوا الثقلين: الكبر والحرص.
فالكبر ذنب إبليس اللعين، فآل أمره إلى ما آل إليه، وذنب آدم - صلى الله عليه وسلم - الحرص والشهوة، فكان عاقبته التوبة والهداية.
فأهل الكبر والإصرار والاحتجاج بالأقدار مع شيخهم وقائدهم إلى النار إبليس، وأهل الشهوة المستغفرون التائبون المعترفون بالذنوب مع أبيهم آدم في الجنة.
والتكبر شر من الشرك، فإن المتكبر يتكبر عن عبادة الله تعالى، والمشرك يعبد