معصية، لعل العباد يتقون الله فيتركون من الشر والمعاصي ما يضرهم، أو يُّحْدِث لهم الوعيد ذكراً، فيعملون من الطاعات والخير ما ينفعهم كما قال سبحانه: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)} [طه: 113].
وقد نوع الله الوعيد في كتابه أنواعاً كثيرة:
تارة بذكر أسمائه الدالة على العدل والانتقام كالعزيز الجبار، والقوي والقهار.
وتارة بذكر المَثُلات والعقوبات التي أحلها بالأمم السابقة، وأمرنا أن نعتبر بها.
وتارة بذكر آثار الذنوب، وما تُكسبه من العيوب.
وتارة بذكر أهوال القيامة، وما فيها من المزعجات والحسرة والندامة.
وتارة بذكر جهنم، وما فيها من أنواع العقاب، وأصناف العذاب.
كل هذا رحمة بالعباد لعلهم يتقون الله، فيمتثلون أوامره، ويحتنبون معاصيه، ويذكرونه ولا ينسونه، ويشكرونه ولا يكفرونه.
والتوبة ثلاثة أنواع:
أحدها: التوبة الصحيحة، وهي أن يقترف العبد ذنباً ويتوب عنه بصدق في الحال.
الثاني: التوبة الأصح، وهي التوبة النصوح، وعلامتها أن يكره العبد المعصية ويستقبحها فلا تخطر له على بال، ولا ترد في خاطره أصلاً.
وهي من أعمال القلب، وهي تعني تنزيه القلب عن الذنوب.
الثالث: التوبة الفاسدة، وهي التوبة باللسان مع بقاء لذة المعصية في الخاطر.
وتوبة الإنابة أن تخاف من الله من أجل قدرته عليك.
وتوبة الاستجابة أن تستحي من الله لقربه منك.
ومن تاب من الناس توبة عامة كانت هذه التوبة مقتضية لغفران الذنوب كلها وإن لم يستحضر أعيان الذنوب.
وكثير من الناس لا يستحضر عند التوبة إلا بعض المعاصي المتعلقة بالفاحشة