وأمر بالنكاح الشرعي لما فيه من المصالح .. ونهى عن الزنا لما فيه من المفاسد.
وحث على الصدق لما فيه من الخير .. وحذر من الكذب لما فيه من الشر.
ورغب في الصدقة لما فيها من المنافع .. وزجر عن السرقة لما فيها من المضار.
{وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105)} [يونس: 105].
وأوامر الله عزَّ وجلَّ كلها عبادات، إذ لكل أمر سنة وثواب، فأحكام الطهارة والصلاة كأحكام الطعام والنكاح، كأحكام العقود والبيوع، كأحكام السلم والحرب، كبقية الأحكام التي شرعها الله.
كلها عبادة لله، وكلها دين الله، وكلها أوامر الله، وكلها شرع الله.
فالدين يتألف من هذه وتلك على السواء، وحكم هذه كتلك في أنها تؤلف دين الله وشريعته ومنهجه.
وليست هذه بأولى من تلك في الطاعة والاتباع والعمل، بل إن أحد الشطرين لا يقوم بغير الآخر، والدين لا يستقيم إلا بهما معاً، كلها عقود أمر الله المؤمنين بالوفاء بها، وكلها عبادات يؤديها المسلم بنية القربى إلى الله، وكلها إسلام وإقرار من المسلم بعبوديته لله.
فجميع أوامر الله عزَّ وجلَّ شعائر وشرائع، كلها عبادات وفرائض وعقود مع الله، والإخلال بشيء منها إخلال بعقد الإيمان كما قال سبحانه: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ چ چ چ چ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ژ ژ يُرَدُّونَ إِلَى ک ک وَمَا گ گ گ گ (85)) [البقرة: 85].
وقد وصف الله عزَّ وجلَّ أعمال الدين بالصالحات؛ لأن بها تصلح أحوال العبد، وأمور دينه ودنياه، وحياته الدنيوية والأخروية، ويزول بها عنه فساد الأحوال، فيكون بذلك من الصالحين:
الذين أصلح الله قلوبهم بمعرفته وحبه والإيمان به.
وأصلح ألسنتهم بالثناء عليه وذكره.