وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)} [الكهف: 29].
إن الإسلام دين العبادات والمعاملات والأخلاق:
ينظم علاقة الإنسان مع ربه بالإيمان به، وتوحيده، وعبادته، وطاعة أمره، واجتناب نهيه، والتوجه إليه في جميع الأمور، ومحبته، والاستعانة به في جميع الأحوال.
وينظم علاقة الإنسان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك بمحبته وطاعة أوامره، واجتناب ما نهى عنه، وتصديق ما جاء به، والاقتداء به في سائر أحواله.
ويوجه الإنسان للاستفادة من كتاب ربه، بالتأدب بآدابه، والتخلق بأخلاقه، والاتعاظ بمواعظه، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
وينظم الإسلام علاقة الإنسان مع غيره على أسس من العدل والإحسان.
كالأم والأب .. والزوجة والزوج .. والأولاد والبنات .. والأقارب والجيران .. والحاكم والمحكوم .. والمسلم والكافر وغيرهم.
وينظم الإسلام كذلك معاملات الإنسان المالية بكسب الحلال .. والسماحة في البيع والشراء .. والإنفاق في وجوه البر .. وتحري الصدق .. وتجنب الغش .. وتجنب الربا .. وتجنب الكذب .. وكيفية توزيع الأموال بالصدقات .. وقسمه المواريث، ونحو ذلك.
وينظم الإسلام كذلك حياة الإنسان الزوجية، وكيفية تربية الأولاد، وصيانة الأسرة من الفساد، وتربيتها على الفضائل.
وينظم حياة الرجل والمرأة، ويقرر الحقوق اللازمة لكل منها في حال السراء والضراء، وحال الغنى والفقر، وحال الصحة والمرض، وحال الحضر والسفر.
وينظم الإسلام سائر العلاقات على جسور متينة من الحب في الله، والبغض في الله، ويدعو إلى مكارم الأخلاق، وجميل الصفات كالكرم والجود، والحياء والعفة، والصدق والبر، والعدل والإحسان، والرحمة والشفقة، والحلم والعفو،