إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)} [البقرة: 109].
وظل الرسول واقفاً في وجوههم يدعوهم إلى الحق ويرغبهم فيه، وصبر على كيدهم ومكرهم حتى حكم الله بينه وبينهم، ونصره الله عليهم.
وعلاج هذا الداء يكون بعرض الدعوة بصدق وصراحة وشجاعة، وما هم بضاريه شيئاً إلا بإذن الله.
ومنها أهل المنافع والمصالح، وهم شخص أو أشخاص ينتفعون بوضعٍ ما من الأوضاع الفاسدة، فيعز عليهم تغيير ذلك الوضع كبائع صور، أو تاجر خمر، أو سادن قبر، أو حاكم مستبد، أو شريف مستغل.
فكل واحد من هؤلاء المستفيدين لا يرضى بتغيير وضعه حفاظاً على الذي يحصل له منه من الكسب المحرم.
ودعوة هؤلاء تكون بأمرين:
أحدهما: وعدهم بالخير، وبشارتهم بحال أحسن.
الثاني: أن يقدم لهم من النفع والخير ما يعوضهم عما فاتهم.
ومن هؤلاء أحبار اليهود الذين كتموا صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لئلا يسلم قومهم فيفقدون رئاستهم بينهم.
وكعبد الله بن أبي سلول، طمعه في الرئاسة جعله ينافق ويكيد للإسلام.
ومن هؤلاء أهل الهوى، فاتباع الهوى أخطر ما يحول بين المرء وقبوله دعوة الحق والخير.
وعلى الداعي أن يمضي في إبلاغ دعوته، معرضاً عن أصحاب الهوى، غير ملتفت إليهم، ولا مبال بهم.
والحق حق لكل أحد، وهو يمشي بقوتين:
قوة محركة وهي الإيمان .. وقوة ضابطة وهي الاتباع لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى هذين مدار سعادة العبد في الدنيا والآخرة.