قال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} ... [القلم: 4].
وقال الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} [الأعراف: 199].
الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين.
والخلق: هو بذل المعروف، وكف الأذى، واحتمال الأذى.
وإنما يدرك العبد ذلك بثلاثة أشياء:
بالعلم .. والجود .. والصبر.
فالعلم يرشد الإنسان إلى مواقع بذل المعروف، والفرق بينه وبين المنكر، ووضع الشيء في موضعه، فلا يضع الغضب موضع الحلم ولا العكس، ولا يضع الإمساك موضع البذل ولا العكس.
بل يعرف مواقع الخير والشر ومراتبها، وموضع كل خلق أين يضعه؟، وأين يحسن استعماله؟.
والجود يبعث الإنسان على المسامحة بحقوق نفسه، ودفع المزيد عند أداء حقوق غيره، فالجود قائد جيوش الخير كلها.
والصبر يحفظ عليه استدامة ذلك، ويحمله على الاحتمال، وكظم الغيظ، وكف الأذى، وعدم مقابلة الإساءة بمثلها، وهو أكبر العون على كل مطلوب كما قال سبحانه: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} [البقرة: 45].
فبهذه الثلاثة تحصل تزكية النفوس وتهذيبها، لتستعد لسيرها إلى صحبة الرفيق الأعلى، ومعية من تحبه، فإن المرء مع من أحب.
وحسن الخلق بذل الجميل، وكف القبيح، والتخلي عن الرذائل، والتحلي بالفضائل.
وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان:
الصبر .. والعفة .. والشجاعة .. والعدل.