والنفرة والسأم والملل، والعكوف على اللهو والشهوات، وإضاعة أوامر الله.
لذا كان أفضل ما تُنفق فيه الأنفاس، وتشتغل به الأمة، وتصرف له الأفكار والأوقات، هو طاعة الله ورسوله، وإحياء سنن الحق في كل مكان، وإماتة طوالع الفجور والبدع:
ببيان ما يرجو به المرء العاقل هدى الخلق .. وإنقاذهم من حيرة الشك وظلمة الباطل .. وإخراجهم بإذن الله من الظلمات إلى النور .. ببيان الحق الذي أمر الله به .. وهداية الناس إلى الصراط المستقيم كما قال سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)} [فصلت: 33].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ دَعَا إلى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أجُورِهِمْ شيئاً، وَمَنْ دَعَا إلى ضَلالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شيئاً» أخرجه مسلم (?).
ومن وفقه الله تبارك وتعالى لبيان ما تضاعف فيه الأجور، ويهتدي بسببه الجاهل والمغرور، ويستنير بنوره العاقل الرزين، فقد عرضه الكريم لخير كثير، وامتن عليه بتزايد الأجر وهو في التراب رميم.
وذلك حظ لا يزهد فيه إلا محروم، ولا يتأخر عن المنافسة في أرباحه إلا جاهل بالسلع وقيمتها.
يا نائماً على فراش التقصير متى تفيق من هذا المرض؟.
يا حسرة على العباد .. كم يضيعون أوقاتهم في اللهو واللعب، واللذات والشهوات؟.
يا حسرة على المفرطين .. كم آتاهم الله من آية بينة فلم يستجيبوا؟.
ما أكثر الغافلين عن ذكر الله .. وما أكثر المعرضين عن شرعه .. وما أكثر المخالفين لأمره .. وما أكثر من يستعملون نعمه في معصيته .. وما أكثر الراكعين