أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58].

والأمانة لفظ عام يشمل كل ما استودعك الله أمره، وأمرك بحفظه.

فيدخل فيها حفظ القلوب والجوارح عن كل ما لا يرضي الله .. وحفظ ما ائتمنت عليه من حقوق العباد.

وتعم الأمانات كذلك جميع الواجبات على الإنسان.

سواء كانت واجبة لحق الله كالعبادات من صلاة وصيام ونحوهما، أو كانت واجبة لسبب من الأسباب كالكفارات والنذور ونحوهما من الحقوق الواجبة لله.

أو كانت واجبة لحقوق العباد بعضهم على بعض، بسبب من الأسباب كالودائع والديون ونحوهما.

ويدخل في ذلك الولايات كالإمامة والإمارة والوزارة والرئاسة والوظائف، وغير ذلك مما يؤتمن عليه الإنسان.

فكل ذلك داخل في الأمانة التي أمرنا الله بأدائها.

ويدخل في الأمانة التي يجب حفظها حفظ الجوارح عن المحرمات:

فاللسان أمانة .. والأذن أمانة .. والعين أمانة .. والقلب أمانة .. والبطن أمانة .. والفرج أمانة .. واليد أمانة .. والوقت أمانة .. والمال أمانة .. والأهل أمانة.

فاللسان أمانة يجب على المسلم استعماله في تلاوة القرآن، وقراءة الكتب النافعة، وتعليم أحكام الدين، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والوعظ والإرشاد، والإصلاح بين الناس، وما أوجبه الله من الأذكار.

يباح استعماله في حاجات المسلم كالبيع والشراء، والحديث النافع من الأهل والضيف.

ويحرم استعماله في الغيبة والنميمة، والسب والشتم، والسخرية والاستهزاء، وإفساد ذات البين، ومن فعل ذلك ونحوه فقد خان الأمانة، وقد حذر الله من ذلك بقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015