وكم مما يعرج في السماء؟.
كم من نفس صاعد من نبات وحيوان وإنسان؟.
وكم من دعوة إلى الله معلنة أو مخفية لم يسمعها إلا الله في علاه؟.
وكم من شكوى رفعت لا يعلمها إلا الله عزَّ وجلَّ؟.
وكم من دعاء لا يحصيه ولا يجيب صاحبه إلا الله؟.
وكم من روح من أرواح الخلائق متوفاة؟.
وكم من مَلك يعرج بأمر الله؟.
وكم من روح يرف في هذا الملكوت لا يعلمه إلا الله؟.
وكم من روح تفتح لها أبواب السماء؟.
وكم من روح تصعد ثم تطرح؟.
وكم من قطرة بخار صاعدة من بحر؟.
وكم من ذرة غاز صاعدة من جسم؟.
إن الله وحده هو الذي يعلم ذلك كله: {وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)} [آل عمران: 29].
إن هذا حديث عظيم يهز الجبال الرواسي، فأين العقول التي تفقه؟ .. وأين القلوب التي تخشع؟ .. وأين العيون التي تدمع رغبة ورهبة وخوفاً، وإجلالاً وتعظيماً، وتسبيحاً وتكبيراً لمولاها العزيز العليم؟.
ماذا مع البشر من العلم؟ .. وأين يذهبون؟.
وأين يذهب علم البشر وإحصاؤهم لما في اللحظة الواحدة، ولو قضوا الأعمار الطوال في العد والإحصاء؟.
أما إدراك جميع ما يجري في كل هذا الكون في كل اللحظات فأمر يفوق الخيال والتصور، ولا يدركه ولا يعلمه ولا يحيط به إلا العليم الخبير الذي وسع كل شيء رحمةً وعلماً، وأحصى كل شيء عدداً.
فسبحان عالم الغيب والشهادة، المطلع على الضمائر والسرائر، المحيط بكل