وقد عقدت جمعية أحباء صهيون أول مؤتمر لها في كاتوفيتش عام 1884، وألقى بنسكر خطاباً تحدَّث فيه عن مساعدة المستوطنين اليهود "أينما كانوا"، وطالب بإنشاء جمعية مونتفيوري لتطوير الزراعة بصورة خاصة بين المستوطنين في فلسطين. وقد بذل بنسكر قصارى جهده للابتعاد عن أية ديباجة قومية حتى لا يخيف يهود الغرب الذين كان يطلب عونهم: "ففكرة الدولة اليهودية ... لا تزال بالضرورة بعيدة المنال، وهي تحتاج لجهد يفوق طاقة جيلنا، وهو جهد صعب بشكلٍّ خاص في البلاد المتحضرة [أي بلاد غرب أوربا] التي تحدد الإيقاع في أوربا بأسرها". ولعله كان يخشى أيضاً خَلْق جو من التوتر بين الدولة العثمانية والمستوطنين الصهاينة.
ثم عُقد مؤتمر آخر في دروسكينكي 1887 حيث ظهر الخلاف بين المتدينين والعلمانيين، وقد فشل الفريق الأول في عزل بنسكر ولكنهم نجحوا في تعيين ثلاثة حاخامات في اللجنة التنفيذية، ولم تختلف قرارات هذا المؤتمر عن سابقه. وقد ازدادت الخلافات بين الفريقين اتساعاً عام 1888/1889 لأنه عام سبتي لا يُباح فيه لليهود زراعة الأرض، ولكن المستوطنين مع هذا استمروا في زراعتها. وعُقد مؤتمر ثالث عام 1889 في فلنا وزاد النفوذ الصهيوني الديني فيه الأمر الذي اضطر العلمانيين إلى تأسيس جماعة بني موسى السرية (على غرار المحافل الماسونية)