وتحاول بعض الجماعات اليهودية، خصوصاً في إنجلترا حيث يوجد يهود كثيرون من أصل برتغالي، أن يُهوِّدوا المارانو ويُدخلوهم حظيرة اليهودية العلنية. وقد بذلت الأليانس جهوداً كبيرة في هذا المضمار، واتصلت بهم الوكالة اليهودية مؤخراً، ويبدو أنها أقنعتهم بالتهود والهجرة إلى إسرائيل. وهذا يعني بالنسبة إليهم حراكاً اجتماعياً لأن معظمهم فقراء يعملون بائعين متجولين.
والمارانو يشبهون من بعض الوجوه ظاهرة الموريسكيين، وهم العرب المسلمون الذين اضطروا إلى التنصُّر بعد استرداد المسيحيين لإسبانيا. وقد نسي الموريسكيون اللغة العربية وإن كانوا يتحدثون بلهجة يُقال لها «الألخميادو» (تحريف لكلمة "أعجمية") ، وهي اللغة القشطالية بعد أن دخلت عليها كلمات عربية ولاتينية، وكانت تُكتَب بحروف عربية. وكان الموريسكيون صناعاً مهرة وفنيين في العديد من المهن، مثل: صناعة الحرير، والذهب والفضة، والنقش والبناء، والفلاحة وأساليب الري الفنية. كما كانوا وراء تعميم زراعة البرتقال والموالح وقصب السكر ومختلف الأشجار المثمرة كالتوت، ومن الواضح أنهم كانوا مُركَّزين في قطاعات الاقتصاد الإنتاجية، على خلاف يهود إسبانيا الذين كانوا مركزين في التجارة والمال والأعمال الوسيطة. وقد حاولت الدولة الإسبانية صبغهم بالصبغة الإسبانية بعد تَنصُّرهم، فكان يُحرَّم عليهم لبس الرداء العربي أو التحدث بالعربية أو اقتناء كتب عربية أو طبخ الكُسكُس (الطعام المغربي الشهير) . وقد اندلعت الثورات بينهم من أهمها ثورة الموريسكيين الكبرى في البشرات (قرب غرناطة) سنة 1569 (وتُسمَّى ثورة البشرات الثانية) . وحينما فشل النظام الإسباني في إسقاط هويتهم العربية، قام بطردهم سنة 1609 (كان مجموع المسلمين الذين طُردوا يتراوح ما بين 900 ألف و 300 ألف، وفي بعض التقديرات يُقال إن مجموع من طُرد من المسلمين يصل إلى ثلاثة ملايين) .