24 - البقاء

لغةً: بقى الشيء بقاءً: دام وثبت. واصطلاحاً: من الصفات الإلهية التى اختلف فيها: هل البقاء من الصفات الوجودية، أو السلبية. وهو عدم آخرية الوجود لله تعالى: أى ليس لوجوده آخرفلا يكون فانيًا، فهى تنفى عن الله تعالى الفناء، وهو. أمر لا يليق بذاته تعالى. فالله تعالى مع كونه أزليا فهو أبدى لا آخر لوجوده. قال تعالى {هو الأول والآخر} (الحديد 3). وقد اتفق المتكلمون على جواز إطلاق الباقى على الخالق والمخلوق المستمر الوجود حقيقة خلافا لأبى هاشم الجبائى، فإنه قال: الباقى على الحقيقة إنما هو الله تعالى وتسمية المخلوق باقيا مجاز (1).

ومن أسماء الله الحسنى الباقى: ومعناه لا آخر له. والوارث: ومعناه الباقى بعد فناء الخلق.

وقد اتفق المتكلمون على أنه- تعالى- باق لم يسبق بعدم ولا يلحقه عدم، ولكنهم اختلفوا فى أن البقاء من الصفات الثبوتية، أو غيرها فقال الأشعرى ومن تبعه من أصحابه، وجمهور معتزلة بغداد: البقاء: صفة وجودية زائدة على الوجود، إذ الوجود متحقق دونه كما فى أول الحدوث، بل يتجدد بعده صفة هى البقاء. وبناء عليه فالبقاء صفة قديمة قائمة بذات الله تعالى.

وقال القاضى أبو بكر الباقلانى، ومن تبعه، وجمهور معتزلة البصرة: البقاء: هو نفس الوجود فى الزمان الثانى لا أمر زائد عليه-هو الوجود المستمر فى المستقبل- وهو صفة نفسية.

وقال جمهور المتكلمين: البقاء: صفة سلبية، وهو عدم آخرية الوجود لله تعالى (2) قال

تعالى: {هو الأول والآخر} (الحديد 3) وقال تعالى: {كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} (الرحمن 26 - 27) وقال - صلى الله عليه وسلم - (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء) (3).

أ. د/ أحمد المهدى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015