37 - الأَعراف

لغة: جمع عرف، وكل مرتفع يُسمَّى عرفًا، ومنه عرف الديك كما فى اللسان. (1)

واصطلاحا: سور عال مشرف قائم بين الجنة والنار. (2)

والأعراف سورة مكية هى السابعة فى ترتيب المصحف، وهى إحدى السبع الطوال، وشأنها شأن أمثالها من القسم المكى فى توجيه أقصى العناية إلى العقائد الأمهات (الإلهيات والنبوات والسمعيات) تأصيلا وتدليلا، وهى مفتتحة بأربعة من الحروف المقطعة الواقعة فى افتتاح تسع وعشرين سورة، والتى يدل الافتتاح بها على التحدى البالغ أقصى غاياته بالقرآن من قِبَل أنه مُؤلَّف من عين الحروف التى يؤلفون منها كلامهم، بل التى لا نظم لكلامهم إلا منها، فما عجروا عن الإتيان بمثله إلا لكونه ليس من كلام البشر، وإنما هو قول خالق القوى والقُدَر.

وأبرز ألوان الإعجاز المتحدّى به فى هذه السورة -فوق بلوغ ذروة البيان الشامل لجميع القرآن- هو الإخبار بأنباء الغيب، ولا سيما فى جانب الماضى السحيق المتمثل فى القصص الحق، الذى شمل من السورة ثمانية أعشارها أو يزيد.

وسميت هذه السورة باسمها نظرا لورود قصة أصحاب الأعراف فيها وسريان روح هذه القصة المتمثلة فى بيان علامات أهل الهدى وأهل الضلال فى جميع السورة سريان الماء فى العود الأخضر.

والمترجح فى أصحاب الأعراف من بين اثنى عشر قولا -حكاها القرطبى وغيره- هو ما عليه جماهير المفسرين، واختاره حذيفة وابن مسعود وابن عباس وغير واحد من السلف والخلف وكما قال الحافظ ابن كثير من أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فحالت بهم حسناتهم عن دخول النار، وعاقتهم سيئاتهم عن دخول الجنة، حتى أنعم الله عليهم أخيرا وتفضل بدخولهم الجنة، يقول تعالى {وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كُلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون} الأعراف:46.

أ. د/إبراهيم عبد الرحمن خليفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015