32 - الإطناب

لغة: المبالغة والإطالة والإكثار كما فى اللسان. (1)

واصطلاحا: أن تكون الألفاظ أكثر من المعانى التى يقتضيها المقام، وقد قسم علماء "المعانى" الكلام باعتبار الدلالة ثلاثة أقسام هى:

1 - الإيجاز: وهى أن تكون الألفاظ أقل من المعانى.

2 - المساواة: وهى أن تكون الألفاظ مساوية للمعانى.

3 - الإطناب: وهى أن تكون الألفاظ زائدة على المعانى.

بيد أن الزيادة إذا خلت من الفائدة فلا يسمى الكلام معها إطنابا، بل تطويلا أو حشوا، وهو مذموم (2) والإطناب ممدوح لأنه بلاغة ولا يخلو من فائدة.

ولصور الزيادة فى الإطناب ضوابط عند علماء البلاغة منها:

(أ) الزيادة بالاعتراض، وهو ما يقع بين كلامين متصلى المعنى، كقوله تعالى {ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون} النحل:57. وقد أفادت الزيادة هنا تنزيه الله عن نسبة البنات إليه.

(ب) الزيادة بذكر الخاص بعد العام، كقوله تعالى {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين} البقرة:98. فذكر جبريل وميكال وهما داخلان فى (ملائكته) ذكر خاص بعد عام، وفائدته زيادة تشريف الخاص.

(ج) الزيادة بالاحتراس، كقوله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} المنافقون:1. فقوله تعالى {والله يعلم إنك لرسوله} إطناب جىء به لدفع ما يتوهم إرادته إذ لولاه لوقع فى الوهم ان الله يقضى بكذب المنافقين فى شهادتهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ويسمى الإطناب هنا ب "الاحتراس" (3) وهو كلام مثله يدفع توهم إرادة غير المراد.

أ. د/عبد العظيم ابراهيم المطعنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015