لغة: الرحمة، وقيل: أشد الرحمة. رأف به -يرأف، ورئف، ورؤف رأفة، ورآفة- رحمه أشد رحمة.
شرعا وفى القرآن الكريم {ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله} النور:2، أى لا ترحموهما فتسقطوا عنهما ما أمر الله به من الحد.
ومن صفات الله عز وجل: (الرءوف)، أى الرحيم بعباده، العطوف عليهم بألطافه، يقول تعالى: {والله رءوف بالعباد} البقرة:207، كما وصف الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} التوبة:128، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الرأفة بالمسلمين كثير المراعاة لاختلاف أحوالهم وما يعترى النفوس من فتور وملل، يقول ابن مسعود -رضى الله عنه-: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة فى الأيام كراهة السآمة علينا) (البخارى: كتاب العلم)، وكان مع شدة ولعه بالصلاة يتجوز فيها إذا سمع بكاء الصبى، فقد روى أنه قال (إنى لأقوم فى الصلاة أريد أن أطيل فيها، فأسمع بكاء الصبى، فأتجوزفى صلاتى، كراهة أن أشق على أمه). (البخارى: كتاب الأذان).
ومن رأفة الله سبحانه وتعالى بعباده أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها، بل جعل الواجبات والفروض لا تكون مقبولة إلا إذا كانت فى اطار سهل ميسر لكل الناس، فقد روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا وأبشروا .... ). البخارى: كتاب الإيمان، ومسند أحمد: 5/ 69، ومن رأفته ورحمته أن المصر على الكفر طول حياته، إذا تاب وأناب، أسقط عنه العقاب وأعطاه الثواب الدائم والنعيم الخالد فى الآخرة.
ومن رآفة محمد صلى الله عليه وسلم بالمسلمين وصيته لأصحابه بأن ييسروا ولا يعسروا ويبشروا ولا ينفروا.
أ. د/محمد شامة