لغة: الحساب مصدر حاسب. وحسب الشىء يحسبه إذا عده. و (حاسبه) محاسبة وحسابا: ناقشه الحساب وجازاه. (يوم الحساب) يوم القيامة (1).
والحسيب: اسم من أسماء الله تعالى، وفى التنزيل {وكفى بالله حسيبا"} (النساء6).
واصطلاحا: توقيف الله عباده قبل الانصراف من المحشر على أعمالهم خيرا كانت أو شرا، قولا كانت أو فعلا أو اعتقادا. قال تعالى {اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب} (غافر 17) وقد اختلف فى معنى محاسبته تعالى عباده على ثلاثة أقوال:
أحدها: أن يعلمهم مالهم وما عليهم.
الثانى: أن يوقف عباده بين يديه، ويؤتيهم كتب أعمالهم وفيها سيئاتهم وحسناتهم فيقول هذه سيآتكم وقد تجاوزت عنها، وهذه حسناتكم وقد ضاعفتها لكم.
الثالث: أن يكلم الله عباده فى شأن أعمالهم وكيفية ما لها من الثواب وما عليها من العقاب.
والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة كثيرة منها {فوربك لنسألنهم أجمعين. عما كانوا يعملون} (الحجر92. 93) وقوله تعالى {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين} (الأعراف) ويقول (صلى الله عليه وسلم) "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله: من أين أكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه " قال الترمذى: حديث حسن صحيح.
وفى الصحيحين من حديثى عائشة- - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "من نوقش الحساب عذب،، فقلت: أليس يقول الله ({فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا، وينقلب إلى أهله مسرورا} (الانشقاق 7 - 9) فقال:
"إنما ذلك العرض، وليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك" يعنى أنه لو ناقش فى حسابه لعبيده لعذبهم، وهو غير ظالم لهم ولكنه تعالى- يعفو ويصفح.
وكيفية الحساب مختلفة وأحواله متباينة: فمنه اليسير، ومنه العسير، ومنه السر، ومنه الجهر، ومنه ما هو بالعدل، ومنه ما هو بالفضل والصفح. ومتولى ذلك أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
والناس أمام الحساب على ثلاثة أقسام:
قسم يدخل الجنة بغير حساب
وقسم يدخل النار بغير حساب. لشدة غضب الله عليهم وهم الكافرون.
وقسم يوقفون للحساب.
أ. د/ أحمد المهدى