لغة: مأخوذ من تبعه واتبعه إذا اقتفى أثره (1)، قال تعالى: {واتبعت ملة آبائى إبراهيم وإسحاق ويعقوب} (يوسف 38).
والتابعى يطلق عليه أيضا: التباع، والتبع، ويجمع على تبع وأتباع (2).
واصطلاحاً: كل مسلم لقى الصحابة ومات على الإسلام، وكان مميّزا وقت إدراكه فهو تابعى، سواء سمع منهم أم لم يسمع، وهذا ما عليه أكثر أهل الحديث.
ولقد أثنى الله تعالى على التابعين فقال: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} (التوبة 100).
وهل الإحسان فى الآية قيد لابد منه فى التابعين؟
يرى ابن الصلاح أن مطلق التابعى مخصوص بالتابع بإحسان.
فإذا كان المراد بالإحسان الإسلام فأمر واضح لابد منه فى تعريف التابعى. وإن كان المراد بالإحسان أمر زائد عن الإسلام يعنى الكمال فيه وفى العدالة، فلم يشترط العلماء ذلك فى حد التابعى.
وقد أثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التابعين فقال فيما رواه عنه عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: (خيرالناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) (3).
ويرى جمهور العلماء أنه لابد من دراسة أحوال التابعين وبيان الحكم على كل واحد منهم من حيث العدالة، شأنهم فى ذلك شأن بقية الناس لأنه قد ظهر فيهم من اتصف بصفات ذميمة، وإن كانوا قلة .. والحديث السابق محمول فى القرنين بعد الأول على الغالبية والأكثرية ...
وتتفاوت مراتبهم بحسب تمكنهم من مجالسة الصحابة قلة أو كثرة .. وبحسب الرواية عنهم قلة أو كثرة، وقد اعتبرهم الإمام مسلم وابن سعد ثلاث طبقات وأوصلهم الحاكم إلى خمس عشرة طبقة ..
فأفضلهم من سمع من العشرة المبشرين بالجنة وروى عنهم مثل قيس بن أبى حازم ت 98هـ، وليس فى التابعين أحد روى عن العشرة غيره.
ومن أفضل التابعين أويس القرنى ت 85هـ، وكذا فقهاء المدينة السبعة (4)
ومن النساء: حفصة بنت سيرين، وعمرة بنت عبد الرحمن، وأم الدرداء الصغرى
وأول التابعين موتا: هو أبو زيد معمر بن زيد قتل بخراسان سنة 30هـ
أما آخر التابعين موتا: فهو خلف بن خليفة ت سنة 181هـ وقد جاوز المائة
أ. د/ مصطفى محمد أبو عمارة